فصل: المقالة الثانية: الأورام الباردة وما يجري معها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في التوثة:

هذا ورم قرحي من لحم زائد يعرض في اللحم السخيف وأكثره في المقعدة والفرج وقد يكون سليماً وقد يكون خبيثاً.
العلاج: هو في الكبير النتو القطع بالحديد ثم استعمال المراهم المدملة وقد يكون فيما يكون دقيق الأصل بالحزم بالإبريسم وشعر الخيل وقد يكون الديك برديك والقلدقيون ونحوها بحسب الأبدان ثم بالمراهم.

.المقالة الثانية: الأورام الباردة وما يجري معها:

الأخلاط الباردة وما يجري مجراها في البدن البلغم والسوداء والريح والمركب منها وقد عرفت أصنافها.
فالأورام الباردة إما أن تكون: بلغمية أو سوداوية أو ريحية أو مركبة.
والأورام البلغمية إما ساذجة بلغمية وتسمى أوراماً رخوة وإما مائية كما يعرض لعضو ما أن يجتمع فيه ماء كاستسقاء يخصه وإما دبيلات لينة كالسلع اللينة وأما مستحصفة كالخنازير والسلع الصلبة والسوداوية إما سقيروس وإما سرطان وستعرف الفرق بينهما.
والريحية إما تهيج وإما نفخة.
أما التهيج فإذا كانت الريح منتشرة مخالطة بخارية. وأما النفخة فإذا كانت الريح مجتمعة في فضاء واحد مرتكزة فيه وقد تتركب هذه الأورام بعضها مع بعض ومع الحارة.

.فصل في الورم الرخو البلغمي المسمَى أوذيما:

هو ورم أبيض مسترخ لا حرارة فيه وكلما كانت المادة أرق وأبل كانت الرخاوة أشد.
والإصبع أسهل نفوذاً فيما تغمزه مع ممانعة ما فيه لا تكون في التهيج وكفما كانت المادة أغلظ كان إلى الصلابة والبرد أكثر وكثير منه ما يكون عن بخار البلغم فيكون من قبيل التهيج ويفارق أوذيما السوداء بقلة الصلابة وقلة الكمودة وإذا عرض من ضربة ونحوها لم يصادف مادة تجذب إلى موضعها غير البلغم فلم يرم غير ورم البلغم وذلك.
قليل لم يخل من وجع.
فصل في علاج الورم الرخو:
أما الاستفراغ بالإسهال والإحتماء مما يولد البلغم فأمر لا بد منه وإذا فعل ذلك فيجب أن يكون ردعه في الابتداء بما يجمع التجفيف والتحليل ويجب أن يدلك المكان بمناديل دلكاً صلباً ثم يستعمل عليه المجففات ولا يجب أن يمسه الماء.
ومن الأدوية الجيدة في الإبتداء أن يستعمل عليه إسفنجة جديدة مغموسة في الخل الممزوج بأدهان شديدة التحليل أو مغموسة في ماء البورق والرماد ففي جوهر الإسفنجة تجفيف وتحليل.
وكلما تزيدت العلة جعل الخل الذي يغمس فيه الاسفنجة أحذق قليلاً وعند المننهى يبلغ به الغاية في الحذاقة ويستعمل وحده بالاسفنجة ومخلوطاً بأدهان شديدة التحليل وفي ذلك الوقت أيضاً تستعمل الاسفنجة مغموسة في ماء رماد التين والكرم والبلوط ونحوه.
ويجب أن تكتنف الاسفنجات جميع الجوانب لئلا تميل المادة إلى جانب آخر وقد تستعمل مكان الاسفنجة إذا لم توجد الخرق المطوية طاقين بماء الرماد إذا أديمت عليه واحدة بعد أخرى فربما نجعت وماء النورة أقوى.
ومما ينفع أيضاً دهن الورد بالخل والملح والكبريت المحرق.
والكبريت نقسه جيد والحمص بماء الكرنب عجيب النفع والماميثا في الابتداء وحده.
وبعض المجفًفات الحارة جيد والشد بالرباط نافع لما لا يكون فيه مادة غليظة ويجب في ذلك الرباط أد يبتدأ من أسفل إلى فوق وعصارة وإذا كان هذا الورم في عضو عصبي كثيف أو رباط أو وتر فاخلط في أدويته ما يقطع مع تليينه وإذا كان مع ذلك وجع للسبب الذي قيل فيجب أن يسكن الوجع أولاً بمثل الزوفاء الرطب والميجنتج والقيروطيات من الزيت وأن تستعمل النطل بالشراب الأسود القابض وبعد ذلك تستعمل ماء الرماد ونحوه.
ومن الأطلية الجيدة أن يؤخذ مر وحُضَض وسعد وصبر وزعفران وأقاقيا وطين أرمنِي قليل ويعجن بالخل وماء الكرنب وأيضاً ورق الطرفاء وملح وزيت وطين أرمني ضمّاداً بخل وأيضاً للمتقادم الوجع يؤخذ وسخ الحمام ويُغلى ويقوم بنورة تجعل فيه حتى يصير كالعجين الرخو ويُطلى وأيضاً له يطلى الموضع بالزيت ويجعل عليه إسفنجة أو صوفة مشربة خلأً وتشد عليه.
ودواء الخمير نافع ومما هو نافع أن يؤخذ ورق السوسن فيسلق نعماً ويعصر ويوضع عليه فإنه عجيب وكذلك الشب والحضض مدقوقين في الخل وماء الرماد.
ومن الأطلية القوية النفع خثى البقر والكندر والميعة والأشنة وقصب الذريرة والسنبل والأفسنتين كلها نافعة وجميع الأدوية المذكورة لها في جداول الأورام والمذكورة في القراباذين.
وقد ينفع الترهّل العارض في أقدام الحوامل أن يغمس فُقاح القصب الذي يتخذ منه المكانس في الخلّ ويوضع عليه وأجوده ما يكون بعد الدق والقيموليا بالخل والشب ومن النطولات: ماء طبيخ الكرنب أو الشبث أو طبيخ قشر الأترج وما كان من الترهل تابعاً للاستسقاء أو أمراض أخرى أبطله علاج ما هو السبب.

.فصل في السلع:

السلع دبيلات بلغمية تحوي أخلاطاً بلغمية أو متولّدة عن البلغم صائراً عن ذلك كلحم أو عصيدة أو كعسل أو غير ذلك خصوصاً ما يحدث في مأبض المفاصل أو شيئاً صلباً لا يبعد أن يوجب إلحاقها بالسوداوية.
إلا أنا جعلناها بلغمية لأن أصل ذلك الصلب بلغم عرض له أن يبس غلظاً وقد يعرض أن يتعقد العصب فيشبه السلع ولا يكون من السلع ويفارق السلع بأنه لا يزول.
من كل جهة ولا يزرل طولاً بل يمنة ويسرة.
وكثيراً ما يحدث عن الضربة شبه سلعة فإذا عولج في الابتداء بالشد عليه زال وتحلل.
فصل في علاج السلع:
ما كان من السلع غددياً فعلاجه القطع والبط لا غير وكذلك العلاج الناجع في العسلية ونحوها.
قال انطيلس: في السلع مدّ أولاً الجلد الذي فوق السلعة.
بيدك اليسرى أو خادم يمده لك على نحو ما يمكن لأنه يحتاج إلى أن تشقّ كيس السلعة فيمنعك ذلك من تقصّي الكشط فإذا مددت إليك الجلد نعماً فشقّه برفق لأنه قد يمكن أن يكون حجاب السلعة امتد معه في الأحوال فتأن حتى يظهر لك حجاب السلعة ثم مد الجلد من الجانبين بصنارين وخذ في كشط الكيس عن اللحم فإنه ربما كان يمكن كشطه وربما كان ملتصقاً به فعند ذلك فاسلخه بالغمازين حتى يخرج الكيس صحيحاً بما في جوفه فإن ذلك أحكم ما يكون فإذا أخرجته فإن كان الجلد لا يفضل عن موضع الجرح لصغر السلعة فامسح الدم واغسل الجرح بماء العسل.
وخطْه وألحمه.
وإن كان يفضل عنه كثيراً لعظم السلعة فاقطع فضله كله ثم عالج فإن كانت السلعة تجاور عصباً أو عرقاً وكانت مما تنكشط فلا بأس أن تكشطها وإن كانت مما تحتاج أن تسلخ بالغمازين وخفت أن تقطع شيئاً غير ذلك فاخرج منه ما خرج واجعل في الباقي دواء حاداً ولا تلحمه حتى تعلم أنه لم يبق فيه شيء من الكيس لأن ما بقي فيه يعود وإذا أخذت سلعة عظيمة فاحشها بقطن ذلك اليوم وعالجها بالدواء وإذا بططت فيجب أن تنزع الكيس الذي يكون لها بتمامه ولو بالصنانير فإنه إذا ترك ولو قليلاً منه عاد إن أمكن أن يسلخ فيؤخذ الكيس مع السلعة كان أجود وإن بقي شيء من الكيس جعل فيه دواء حاد ثم ألحق بالسمن والعسلي من الخراجات يجب أن تجتهد حتى لا يتخرق كيسه وتحتال أن يخرج مع الكيس فإن كيسه إن انخرق صعب إخراجه فإن عرض أن ينخرق فالصواب أن تخيطه على ما فيه والمسلوخ عنه يجمع ويشدّ برباطات وإذا سال شيء من ذلك كثير فيجب أن يراعى صاحبه بالمقويات للطبيعة ويحفظ عند النوم فربما بادر إليه الغشي ويجب أن يعالج بعلاج من يخاف عليه الغشي.
وكثير من أصحاب السلع لا يحتملون السلخ ولا الأدوية الحادة لعظم مرضهم ولأمزجتهم أيضاً ولا يحتملون غير البطّ فيجب في هؤلاء أن يبط عن سلعهم ويخرج ما يخرج عنها ولا يتعرض للكيس بل يجعل فيه كل يوم بعد إخراج ما يجتمع دهن سمن مفتر فإن الكيس يعفن ويخرج بنفسه.
وأما العسلية الشهدية فمن علاجها الجيد أن تبتدأ فتكمد بشيء حار ثم تضمد بزبيب منزوع العجم والأولى أن يكشط الجلد ثم يوضع عليه المرهم وربما بلغ الدواء الحاد في كشط الجلد المبلغ المعلوم كالنورة والصابون والرماد وغير ذلك مما يجري مجراها مما ذكر في مفجّرات الخراج.
وأيضاً يؤخذ من النورة أربعة دراهم ومن دردي الخمر المحرق درهمان ومن النطرون درهمان ومن المغرة درهم يُغلى في ماء الرماد غليات قليلة وتجعل في حقه من رصاص وتندى دائماً لئلا تجف.
وهذا دواء صالح للثآليل والغمد ونحوها ونسخته: أن يؤخذ من الخربق والزرنيخ الأحمر جزءان جزءان ومن قشور النحاس أربعة أجزاء ويتخذ منه لطوخ بدهن الورد أو يتخذ من بزر الأنجرة وقشور النحاس والزرنيخ بدهن الورد.
ومن الأضمدة الجيدة للعسلية ولجميع الخراجات والحارة أيضاً وما فيه خلط لين أن يؤخذ لاذن قناً أشقّ مقل وسخ كوايرالنحل علك البطم أجزاء سواء يتخذ منه ضمّاد ومن المذوبات بلا كثير لذع هذا الدواء: يؤخذ بورق ونصفه خربق ويتخذ منه موم روغن بالشمع ودهن الورد وأيضاً يؤخذ نورة جزء قلقطار جزء زرنيخ جزء.
وأما الغدد التي تشبه السلع وهي صنف من التعقد فإن أمكنك إخراجها كالسلع ولم يكن من ذلك ضرر بعصب أو غيره من عضو مجاور فعلت وإن كان في اليد والرجل أو في موضع متصل بالعصب والأوتار فلا تتعرض لإخراجه فتوقع صاحبه في التشنج بل رضّه وشدَ عليه ما له ثقل حتى يهضمه وعلامة مثل هذا أن الغمز عليه يخدر العضو.

.فصل في الغدد:

قد يتولّد في بعض الأعضاء ورم غددي كالبندقة والجوزة وما دونهما وكثيراً ما يكون على الكفّ وعلى الجبهة وقد يكون في أول الأمر بحيث إذا غمز عليها تفرقت ثم تعود كثيراً وربما لم تعد.
وعلاجها من جنس علاج السلع وربما كفى أن يرض ويفذع ثم يعلى بأسْرُبُ ثقيل يشد عليها شدًا فيهضمها وخصوصاً إذا طلي تحت الأسرب بطلاء هاضم مما علم ويجب أيضاً أن

.فصل في البثور الغددية:

قد تعرض أيضاً بثور غددية صغيرة وعلاجها: شدخها وعصر ما فيها وشد الأسرب عليها.

.فصل في فوجثلا:

فوجثلا من جنس أورام الغمد وكأنه يخصّ بهذا الاسم ما يكون خلف الأذن وقد ذكرنا كلاماً كلياً في جميع ما يجري مجراه.
وعلاجه: العلاج المذكور في باب أورام الغد وفي أورام ما خلف الأذن ومما يخصه رماد الحلزون معجوناً بشحم عتيق لم يملح ولا نظير لهذا الدواء وأيضاً رماد ابن عرس يخلط بقيروطي من دهن السوسن ويعتق ويستعمل وينفع من الخنازير أيضاً.

.فصل في الخنازير:

الخنازير تشبه السلع وتفارقها في أنها غير متبوِّئة تبوء السلع بل هي متعلقة باللحم وأكثر ما تعرض في اللحم الرخو ويكون أيضاً لها حجاب عصبي وقلّما يكون خنزير شديد العظم وربما تولد من واحد منها كثير وتشبه في ذلك الثآليل وربما انتظمت عقداً: وصارت كقلادة وكأنها من عنقود.
والخنازير بالجملة غدد سقيروسية ومن الخنازير ما يصحبه وجع وهو الذي يخالطه ورم حار أو مادة حاكة ومنها ما لا يصحبه وجع وهو أعسر علاجاً وربما احتيج في علاجها إلى بط أو إلى تعفين.
وأشد الناس استعداداً للخنازير في ناحية الرقبة والرأس قصار الرقبات من مرطوبي الأمزجة وأكثر المواضع تولداً فيها الخنازير الرقبة وتحت الإبط ويشبه أن تكون إنما سمّيت خنازير لكثرة عروضها للخنازير بسبب شرهها أو بسبب أن شكل رقاب أهلها تشبه رقاب الخنزير.
وأسلم الخنازير ما تعرض للصبيان وأعسرها ما تعرض للشبان.
العلاج: الأصل المعول عليه في علاج أصحاب الخنازير الاستفراغ وتلطيف التدبير ومن الاستفراغ الفاضل القيء ولا بد من الإسهال للبلغم الغليظ وخصوصاً بالحب المعروف بالواصل وأيضاً يؤخذ من التربد والزنجبيل والسكر أجزاء سواء ويشرب إلى درهمين وهو مع إطلاقه للبلغم الغليظ غير مسخّن ولا مسحج والفصد أيضاً نافع ويجب أن يكون لا محالة من القيفال.
وأما تلطيف التدبير فأن تجتنب الأغذية الغليظة وشرب الماء عليها والتخمة والامتلاء ويتجوعّ ما أمكن ويهجر كل ما يملأ الرأس مادة ويجب أن يصون المتهيىء لها الرأس عما تميل إليه المواد من النصبات المالئة مثل السجود والركوع الطويلين والوسادة اللاطئة.
وعن الأفعال التي تجذب المواد إلى الرأس مثل الكلام الكثير والصداع والضجر.
والحجامة غير موافقة لأصحاب الخنازير في أكثر الأمر وذلك أنها لا يمكنها أن تستفرغ من المادة التي للخنازير وما يجري مجراها بل تجذب إليها وتغلظها بما تخرج من الدم الرقيق وكثيراً ما تعيد الخنازير الآخذة في الذبول والتحلل إلى حالها الأولى.
وجملة تدبير الخنازير تشاكل تدبير سقيروس من جهة نفس العلة.
والخنازير إذا كانت عظيمة فإن الجراحيين يتجنبون علاجها بالحديد وبالدواء الحاد وذلك أنه يؤدي إلى تقرحها وفسادها فلا بد من الاستفراغ في أمثالها.
والتنقية وتلطيف التدبير في الغذاء واستعمال الأدوية المحلّلة عليها بالرفق.
وقد وجدنا لدرهم الرسل المنسوب إلى السليخيين في الخنازير الفادحة المتقرحة أثراً عظيماً ولكن بالرفق والمداراة.
ومن المراهم المستحبة للخنازير مرهم الدياخيلون وقد يخلط بهذا المرهم أدوية أخرى تجعله أعمل مثل أصل السوسن خاصة بخاصية فيه ومثل بعر الغنم والماعز ومثل الحرف وأصل قثاء الحمار وزبيب الجبل والتين الذي قد سقط قبل النضج ويبس أو دقيق الباقلاء واللوز المرّ والمقل يجمع إليه ويستعمل.
ومن المراهم الجيدة مرهم بهذه الصفة يؤخذ من دقيق الشعير والباقلاء وشحم الأوز جزء جزء من أصل الحنظل والشب اليماني وأصل السوسن والزفت الرطب من كل واحد نصًف جزء يجمع ذلك بالزيت العتيق بالسحق المعلوم بعد إذابة الشحم والزفت في الزيت.
ومرهم جيد يحلّل الصلب في أسبوع وما هو دونه في ثلاثة أيام وصفه جالينوس في قاطاجانس يتخذ من خردل وبزر الأنجرة وكبريت وزبد البحر وزراوند ومقل وأشق وزيت عتيق وشمع.
ومن الأدوية التي توضع عليها: زفت معجون به دقيق أو مع عنصل أو معجون به أصل الكرنب المسحوق وأصول الكبر مع المقل والترمس بالخل والعسل أو بالسكنجبين أو إخثاء البقر مجموعة أو مطبوخة بالخل وجميع هذه مع شحم الخنزير أو مع الزيت.
وهنا دواء جيد يؤخذ حلبة أربعة أجزاء نورة ونطرون جزء جزء يجمع بالعسل وأيضاً: أصل قثّاء الحمار وورق الغار مدقوقاً مع علك البطم أو رمادهما مجموعاً به.
وأيضاً: يجمع دقيق الكرسنة وبعر الماعز والغنم وخصوصاً الجبلي ببول صبي ويتخذ لطوخاً.
وأيضاً هذا الدواء: يؤخذ مر عشرة أشق سبعة دبق البلوط خمسة قنّة وهو البارزذ ووسخ الكواير واحداً واحداً يدقّ الجميع وأيضاً يجمع في الهاون الدبق الممضوغ والريتيانج من كل واحد رطل القنة ثلاث أواق يجمع ذلك وهو لطوخ جيد.
ومن الأدوية الجيدة: شمع صمغ الصنوبر شحم الخنزير غير مملح فراسيون زنجار أجزاء سواء يتخذ منه لطوخ.
وأيضاً: ريتيانج قشور النحاس جزءان شبّ يماني وزرنيخ من كل واحد أربعة أجزاء يتخذ منه لطوخ.
ومن الأدوية الجيدة: دواء القطران ودواء قثاء الحمار ودواء الكندس.
والدواء المسمى أسنيدوس والأدوية المتخذة بالحيات والساذج منها أن تؤخذ الحية الميته فترمد في قدر بطيق الحكمة وتودع التنور المسجور ثم يعجن بمثله خلا مخلوطاً بعسل مناصفة.
ومن الأدوية الجيلة: دواء من القردمانا والحرف وزبل الحمام بالزيت وكلها نافع أيضاً فرادى وكذلك دقيق الكرسنة معها ووحده بالخل والعسل أو بالزفت والشمع والزيت وأيضاً يؤخذ زييب الجبل ونطرون وريتيانج ودقيق الكرسنة ويجمع بالعسل والخل أو يؤخذ أصل السوسن وبزر الكتان ويغليان في شراب ويجعل فيهما بعد ذلك زبل الحمام مقدار ما يوجبه المشاهدة ويتخذ منه كالضماد فهو عجيب وقد جرب بول الجمل الإعرابي والمعقود منه ضماداً ومرهماً ومخلوطاً به الأدوية الخنزيرية فكان نافعاً.
والمغاث من الأضمدة العجيبة زعم بعضهم وهو الكندي أن مشاش قِرن الماعز إذا أحرق وسقي أسبوعاً كل يوم درهمين أبرأها يجب أن يفعل في كل شهر إسبوعاً.
واعلم أن من الخنازير ما يكون فيها سرطانية ما وفي مثل ذلك يجب أن تعجن الأدوية الحارة المذكورة بدهن الورد وتترك أياماً ثم تستعمل.
وأما الخنازير التي هي أحر مزاجاً فلا يجب أن يفرط عليها في الأدوية الجاذبة بل يكفيها مثل سويق الحنطة بماء الكزبرة وأقوى من ذلك المر مع ضعفه حضُضاً معجوناً بماء الكزبرة ويكون التدبير في تغليب ماء الكزبرة وتغليب الدواء الآخر بحسب المشاهدة وما يوجبه شدة الالتهاب أو قلته.
ومما ينفعه أن يسعط بدهن نوى الخوخ المقشر المحرق فإن احتيج في علاج الخنازير إلى استعمال الحديد فيجب أن يكون استعماله في الخنازير المجاورة للعروق الكثيرة والعروق الشريفة والعصب بتقية واحتياط فإن رجلاً أخطأ في بطه عن بعض الخنازير فأصاب شعبة من العصب الراجع فأبطل الصوت وقد يعرض أن لا يصيب العصب لكنه يكشفه للبرد فيسوء مزاجه فيبطل فعله إلى أن يعاد مزاجه إليه بالتسخين.
وربما أخطأ فأصاب الودج وشرّ الأوداج في ذلك الغائر فلذلك إذا كشط من جانب سليم فيجب أن يؤخذ ما يليه من الخنزير ويبطل الباقي الدواء الحاد ولا يتعرض لجانب الآفة.